الخميس، 19 فبراير 2015

الحلقة الأولى : من أنت أيها الانســــــــــــــــــــــــــــــان



الانســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

ما أعجب الا نسان .....ذاته حيرت الانسان نفسه..... حين أشغل نفسه كى يفهم نفسه ....فعلى مر السنين ومنذ بدأ الفكر الانسانى ...حاول المفكرون والباحثون من كافة تخصصات أهل العلم وضع تحديد وتعريف له ......ولكنهم ما لبسوا إلا وازدادت حيرتهم .....كل عرفه حسب علمه وتخصصه والمشاهد من عصره



فمنهم... من جعل الإنسان "عملة اقتصادية" في سوق الصناعة والتجارة ....كما تقول المادية التاريخية. 

ومنهم.... من جعل الناس عبيدا للعنصر السيد مثل...... الفاشية . 

ومنهم.... من جعل وجود الإنسان مقتصرا على تلبية حاجاته ونزواته دون الاهتمام بعقله وروحه. 




ولذلك سنحاول أن  نجمع التعاريف فى حزم متقاربة  لجمع الشتات وإعطاء مفهوم شامل فيما يلى  


اولا  : عند علماء الاحياء

الانسان أو ما يعرف بالجنس البشرى هو الكائن الأكثر تطورا عقليا وعاطفيا من أى نوع من لكائنات الحية ....حيوان ناطق ...متعدد الألسنة والأطعمة




وتعريف أخر : هو كائن حى من أعقد الأحياء على وجه الأرض عجيب مكون من تراب وماء...مكون من عدد ضخم من الأجهزة ..قلب متر دق ودفق أكثر من 8000 لتر دماء /24 ساعة...عقل به اكثر من 1000 مليون خلية بينها تناسق وتوافق تام..أذن بها 30000 موصلات عصبية....عين بكل عين اكثر من 100 مليون مستقبلات عصبية  .......حقائق ضخمة تعجز عن الحصر ولكنها من باب التقريب وكل يوم يكشف لنا من أياته جديد.....موقع الكحيل للعجاز العلمى  


ثانيا :الانسان عند علماء النفس والسلوكية......بفهم سلوكه

 الحقيقة والمقرر علميا وواقعيا أن  الإنسان يتحرك في هذه الحياة بسلوكيات متعددة ومختلفة كل عن الآخر نحو أهدافه الحياتية بطريقته الخاصة سواء كانت غريزية أو مكتسبة فيمكن أن تكون هذه السلوكيات حميدة تدفعه نحو الخير والبناء، أو سيئة تدفعه نحو الدمار والشر..
وحيث إن سلوكيات الإنسان وتصرفاته تنبئ عن الطابع الشخصي للفرد إن كان سوياً ويتمتع بعقليه سليمة ويعمل عمل أهل الخير والبناء أو غير طبيعي ويحمل عقلية شاذة وغير طبيعية ويعمل عمل أهل الشر والدمار.
و كيف يحدث السلوك ولماذا وما هي مسبباته وعلماء النفس يقولون إن سلوك الإنسان وتصرفاته... تدلنا على شخصية الانسان....... وقراءة أفكاره  وم ثم تغيير السىء منها وتحفيز وتشجيع الحسن منها كما ينزع الجراح المرض الوراثى الخبيث
 شخصية الانطوائي مثلاً ليست مثل شخصية الاجتماعي ،وشخصية الهادئ ليست مثل شخصية العدواني، وشخصية الإنسان المثقف تختلف عن شخصية الجاهل،وهكذا الفوارق الشخصية بين الناس  تعرف عن طريق سلوكياتهم وتصرفاتهم التي هي ترجمة وإنعكاسا لما يدور في عقولهم من أفكار وأراء ورؤيتهم الفرد العالم الخارجي من حوله من خلال وجهه نظره
ومن ثم أهمية فهم ماهية السلوك وتعريفه عند العلماء........عرفوه ما ملخصه أنه ترجمة أفكار الانسان الفرد إلى حركات وكلمات أفعال وأقوال ولكل أثار..
ويقسمونه إلى نوعين هما:سلوك ظاهري وسلوك داخلي.


سلوك خارجى (ظاهرى )...يرى ويشاهد من خلال تصرفاته والسلوك وهو الأفعال وردود الأفعال والاستجابات الظاهرية أي تفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة به هذاالنوع من السلوك يمكن رؤيته من خلال التصرفات.

وسلوك داخلى ( باطنى) وهو الذي لا يمكن رؤيته من الخارج مثل التفكير والتذكير والإدراك والانفعال وما إلى ذلك.


والسلوك الظاهري: هو الأفعال وردود الأفعال والاستجابات الظاهرية أي تفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة به هذاالنوع من السلوك يمكن رؤيته من خلال التصرفات .

أما السلوك الداخلي :فهو الذي لا يمكن رؤيته من الخارج مثل التفكير والتذكير والإدراك والانفعال وما إلى ذلك.

كما قسم علماء النفس السلوك إلى فطري،ومكتسب: بمعنى أن الإنسان يولد بالفطرة بسلوك طبيعي ،كما في حال الطفل الرضيع فعندما يولد يعرف كيف يرضع حليب الأم، ومتى ولماذا يبكي أو يضحك،وكيف يحرك عينيه ،وكل هذه السلوكيات التي يتصرف بها الطفل فطريا تلقائياً،
أما بالنسبة للسلوكيات المكتسبة فهي السلوكيات التي يتعلمها الإنسان خلال مراحل حياته العمرية عن طريق التربية والتعليم والخبرات والممارسات المكتسبة فهي السلوكيات التي يتعلمها الإنسان خلال مراحل حياته العمرية عن طريق التربية والتعليم والخبرات المكتسبة من محيطة البيئي والعلاقات الاجتماعية العامة بينه وبين الآخرين.


 وقد فسرالعلماء الدوافع السلوكية إلى نوعي 

ويقسم العلماء الدوافع السلوكية إلى قسمين هما: دوافع غريزية ودوافع ودوافع مكتسبة



الدوافع الغريزية :مثل غريزة الجوع التي تدفع الإنسان إلى البحث عن الطعام ...وغريرة العطش التي تدفعه إلى البحث عن الماء، ...وغريزة البقاء حيث تدفع الإنسان إلى حب الحياة ،.....غريزة الأمومة والطفولة حيث تدفع إلى العاطفة والحنان،....وغريزة الجنس تدفع إلى ممارسة الجنسية.

أما الدوافع والرغبات والأهداف (المكتسبة):فهي من مصادر البيئة المحيطة والتربية والتعليم والممارسات والتجارب العلمية، على سبيل المثال.. سوء التربية يدفع إلى انعدام الأخلاق والأدب وسوء المعاملة ،...عدم التعليم والثقافة يدفع إلى التخلف ،....الطمع والجشع يدفع إلى الكذب والغش....الظروف المادية السيئة أو البطالة تدفع إلى السرقة،....والانتقام والثار يدفع إلى ارتكاب الجريمة....وهكذا.

 إن الإنسان يتحرك في هذه الحياة بسلوكيات متعددة ومختلفة كل عن الآخر نحو أهدافه الحياتية بطريقته الخاصة سواء كانت غريزية أو مكتسبة فيمكن أن تكون هذه السلوكيات حميدة تدفعه نحو الخير والبناء، أو سيئة تدفعه نحو الدمار والشر 


ثالثا :عند الفلاسفة والحكماء



عرفه البعض : حيوان ناطق...... فالحيوانية من أنه ... جسم نامي حساس متحرك بالارادة


وأما الناطقية..... من كونه عاقل بمعنى التعقل والتفكر

وفى الفلسفة اليونانية .......مواطن مدنى فى الدولة




وقال أخر :



الانسان كائن ... ارضي الجسد ... سماوي الروح ... ومابين هذين النقيضين ... صراع اسمه الحياة




أحد الفلاسفة يحسم محتوي وتعريف الإنسان... أنا لستُ ملاكا لا أخطئ أبدا ولست شيطانا أخطئ دائما ولكني إنسان أخطئ و أصيب.


رابعا : علم الاجتماع والنظرة الاجتماعية : يدرس السلوك والتصرف الاجتماعي أو الفعل الاجتماعي؛ أي طرق الفعل والإحساس والتفكير الخاص بمجتمع معيَن نمط العيش، ثقافات المجتمعيَة، التمثلات الاجتماعيَة هذا عامة ...وخاصة المجتمعات الانسانية





البشر .....يملون من الطفولة فيسارعون ليكبروا ثم يتوقون ليعودوا أطفالا ثانية ...

يضيعون صحتهم ليجمعوا المال ثم يصرفون المال ليستعيدوا صحتهم...يفكرون بالمستقبل بقلق و ينسون الحاضر فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل .....يعيشون كما أنهم لن يموتوا أبدا , ويموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبدا...

ماهي دروس الحياة التي على البشر أن يتعلموها …........" ليتعلموا أنهم لا يستطيعون جعل أحد يحبهم , كل ما يستطيعون فعله هو جعل أنفسهم محبوبين ...." ليتعلموا ألا يقارنوا أنفسهم مع الاخرين ...." ليتعلموا التسامح و يجربوا الغفران ...." ليتعلموا أنهم قد يسببون جروحا عميقة لمن يحبون في بضع دقائق فقط , لكن قد يحتاجون لمداواتهم سنوات طويلة ...." ليتعلموا أن الانسان الأغنى ليس من يملك الأكثر , بل هو من يحتاج الأقل ..." ليتعلموا أن هناك أشخاصا يحبونهم جدا ولكنهم لم يتعلموا كيف يظهروا أو يعبروا عن شعورهم ...." ليتعلموا أن شخصين يمكن أن ينظرا الى نفس الشيء و يريانه بشكل مختلف ...." ليتعلموا أنه لا يكفي أن يسامح أحدهم الاخر , لكن عليهم أن يسامحوا أنفسهم أيضا







الإنسان ............... هو أنت وأنا وهو وهم والجميع...........................



لا أحد يستطيع أن يكون هو الإنسان وحده ، فهذا حلم بعض المغرورين والقاصرين ، بل لا بد من تعاون الناس وتعاضدهم حتى يشكلون إنسانا مقبولا إلى حد ما ..فإذا قلنا الحضارة العباسية مثلا فأنا أرى الإنسان العباسي وقد نشكل من خليط من العلماء والفلاسفة والمتكلمين والفقهاء..هؤلاء جميعا تجسدوا في إنسان واحد وضع لبنة صغيرة في قنطرة نيتشه " الإنسان قنطرة بين القرد والسوبرمان " وحين نقول الإنسان الأوروبي مثلا فنحن نتكلم على مجمل الإنتاج الثقافي والحضاري والعلمي الذي حققه هذا الإنسان عبر تاريخه فأضاف بدوره لبنة للقنطرة.
ونحن نفهم هذا جيدا حين ندرك أن وجود الفرد لا معنى له خارج السياق الإنساني ، وبشكل محدد خارج جماعة في بيئة وزمان محددين.يقول باكونين ما معناه "إنني لا أستطيع أن أكون حرا إلا إذا كان الآخرون أحرارا أيضا " ، ليس فقط لأن الحرية كل لا يتجزء ، بل أيضا لأن الوجود الإنساني - ولو في بيئة محدد - كل لا يتجزء أيضا.
ولعله من المفيد هنا أن نؤكد على وحدة أصلنا - آدم -لنفهم ذلك فالتعدد لنم يكن سوى للتعمير والإثراء والتنافس ، وبمعنى آخر فإن الصراع هو جوهر حركة التاريخ البشري ، لأنه الدافع الأساسي للتقدم نحو تحقيق الإنسان وبالمفهوم الإسلامي تحقيق الخلافة في الأرض.
من هنا كانت اجتماعية الإنسان ليس كمشروع أو برنامج بل كحاجة ضرورية لإستمرار الوجود البشري ، بيد أنه في مراحل الوعي سوف يسعى لأ، يجعل من التجمع والإنصهار ضمن الجماعة هدفا لتحقيق انسانيته وتقدمها إلى الأمام.
إن العمل الفردي محكوم عليه بالفشل إذا لم يكن في خدمة الجماعة وأهدافها .
فالجماعة وحدها هي القادرة ليس فقط على إعطاء الإنسان معنى لانسانيته ،بل تحقيق هذه الإنسانية تحقيقا ملموسا على أرض الواقع كما رأينا في الثورات والنهضات والحضارات، وهي كلها نماذج من تحقيق الإنسان ،لكنها للأسف تصطدم دوما بعقبات جماعات هدامة تعرقل مسيرتها ..لكنها سنة الحياة








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق