الحلقة الخامسة عشر| الخلاف وباطنه
الخلاف حقيقة فى هذه الخصومة وليست أفكارا وهمية بل هى خصومة بكل
أركانها وملامحها وأشخاص القضية ...بل هى للمدقق أعمق جذورا لأنها تخص الزوجين
ولكن منبعها عميق من جذور الانسانية الرجل والمرأة الذكر والأنثى العاطفة والجنس الحق
والواجب السمات الشخصية المكتسبة والوراثية
إنها أشد قضية
لان الفصل بين الناس فى عامة القضايا غالبا ما يولى كل طرف بعيدا عن شر خصمه ..أما الخصومات الزوجية ففيها متعلقات كثيرة وحسابات وإعتبارات متداخلة عديدة ....ولا تنتهى بالفصل القانونى فيها ....بل ربم الذهاب للمحاكم زادها تعقيدا
ونظرا لفرادة قضيتى ......قضية جيل وفيها بحث وتفكير طويل....خصومة بين محبوبين بين الألم والأمل
حيث أنا فيها الخصم والحاكم والحكم
ونظرا لطول بحثى بالعلوم الدينية والانسانية والنفسية والأجتماعية الخ.................أسردها كما يلى
أطراف النزاع : فتى وفتاة ...رجل وامرأة ....زوج وزوجة.....أحبا بعضهما فى غابر الزمان ...توافقا وسار فى طريق الزواج قابلهما عقبات لم تكن فى الحسبان فأنظر ماذا كان
تحرير محل النزاع:
مبررات الخصومة عند الزوج
الزوج منذ الخطوبة وكان عمره 17 سنة والزوجة كان عمرها 14 سنة أتفق الزوج وقتها مع أهل الزوجة على الخطبة والزواج على شرط أن لا تتوظف ولا تعمل لنه لايريد أن يكلمها أحد ولا يراها أحد كى لا يتمتع بها أحدا غيره بصوتها ولا صورتها ، ومن ثم على طول الأيام رافضا كرها أو تحريما عملها مستقلة وداخله رافضا كشف وجهها
مع ملاحظة أننى كنت أتألم من إختلاطها بغيرى صوت أو صورة خارج البيت ...كذلك كنت متألما من أى شىء يأخذها منى حتى ولو تنشغل بطبخ أو غسيل أو صلاة أو صيام أو قراءة قرأن أو متابعة أبناء ولا يهدأ بالى حتى تهتم بحالى.......
كذلك إحقاقا للحق أننى كنت مع فرحتى بقدوم مولودى الأول حمل ورضاعة ..إلا أننى كنت أشعر بالألم والغيرة من إهتمام زوجتى بالمولد ولا أهدأ حتى تهتم بى كما تهتم به
مبررات الخصومة عند الزوجة
كانت فتاة حيثة السن 14 سنة وقت الخطوبة ولظروف التربية والحالة المعيشية وطاعة أبويها وافقتنى على شروطى التى أعلنتها للجميع وقتها مع الحرمان 5 سنوات خطوبة من الامتاع حرام شرعا
ثم بداية الحياة الزوجية قبل الطفل الأول ....عشنا فى توافق وانسجام وسعادة
ثم بدأت الألام ممتزجة بالسعادة .....فترة الحمل والولادة للطفل الأول ..كلما أشتكيت الألم المغلف فى صورة الحب وقتها واستنى واحتوتنى
ثم مع بداية الوظيفة الحكومية طفحت الألام لم يعد لها إحكام ......لانه بخلاف عهدى وشروط حبى وعلاقتى منذ الخطوبة.....ومن هنا بدأت واستمرت حلقات الأذى فى أثواب متنوعة ....من الملاينة والمهادنة والمماطلة والمراوغة .....تارة الظروف ...تارة خسارة الفلوس نسبها للحكومة... بنقبض فوس ببلاش وما بنعملش حاجة كبيرة ....تارة مافيش فى شغلى رجالة خالص ...تارة ما بأروحش إلا يوم لا يومين بس....تارة ناس كثير أشتغلت.....مع أن مرتبى وقتها كان معقولا وكافيا ...
أستمر هذا الحال أشبه بالمسكنات ولاسلم ولا حرب..ظاهرها عطاء وموافقة وباطنه رفض مستتر على إسحياء لعهد زواجنا (لايراها أحد ولا يكلمها)
ثم بعد حين من الدهر ومع التغييرات الاجتماعية والثقافية والفكرية خصوصا عن المرأة وفكرة عمل المراة......والتغير من عمل المرأة عامة والزوجة خاصة عملا لضورة شخصية أو حاجة المجتمع ...طبيبة ومدرسة .......إلى فرض إستقلال المرأة بالعمل ...من خلال الحرب الشرسة التى دامت لسنوات طوال منذ إخراج فيلم مراتى مدير عام .......لتغيير المجتمع بالاعتراف بعمل المرأة فرضا وحقا .....ومن ثم يترتب عليه إلغاء أى مذهب فكرى بخلاف ذلك مهما كان مصدره إنسانى أو غيره ولو سماوى ...
وعليه مجرم قانونا وإجتماعيا ودينيا من أتخذ أو دعى بخلاف هذا الفكر .....مع أن الفكر الانسانى كله مذاهب ومبنى على الإختلاف والخلاف
المهم .....وهنا سقطت كل المراوغات والمسكنات .....وطفح الكيل عن المكيل.......ولم يعد ينفع أنصاف الحلول ...أو اللا سلم واللا حرب ....واشطط غضبى ........لا ليس لى شأن بالمجتمع ....المجتمع كله كافر أعمل مثله وأكفر....لالالا..لابد من موقف واضح...هنا....إما أن أنا أو الوظيفة ...يا زوجة يا موظفة .... ومع مرور الأيام ...جاهرت بموقفها ..لالالا لن أترك عملى ...عملى مكسبى وحريتى ووإنسانيتى وكينونتى ....مابأعملش حاجة غلط.....الناس كويسه ما بأسمحش لحد يعمل معاية غلط.....شوف نفسك أنت .....الخ
رفض لعهدى وفكرى كلية بعد أن كان على إستحياء ....إلى رفض دون خفاء...
أحتد الخلاف ...طال الخصام ...إزداد الحرمان........حرمان الصغر مضافا إليه حرما الأشد حرمان الفتوة والشباب والكبر ......حيث كانت المثيرات فى الصغر قليلة ...ولكن فى الكبر ومع الانفتاح وفرض إختلاظ المرأة بالأعمال ....لاتقل خليك عاقل أنت ملتزم ومتدين ......الخلاصة وضع عام أليم وجحيم .... سوى سقطات ذلة قليلة من النعيم